تاريخنا

أسس الراحل المحامي ونصيرحقوق العمال محمد عياش ملحم، مع عدد من أصدقائه ومعارفه، جمعية التأهيل والرعاية الخيرية كمنظمة خيرية ترتكز غاياتها على مكافحة الفقر والبطالة.

فكرة الجمعية جاءت في أعقاب حرب الخليج الأولى عندما فقد مئات الآلاف من الأردنيين وظائفهم وسبل عيشهم في دول الخليج العربية، واحتياجهم، تبعاً لذلك، إلى دعمٍ مالي عاجل يساعدهم على التكيف والعيش في وطنهم الأردن.

قدمت جمعيتنا بين عامي 1995 و 1997 دورات للإناث لتدريبهن على أعمال السكرتارية (أمانة السر). وقد أتاح لهن ذلك كثيراً من الفرص للعمل في القطاعات العامة والخاصة. تم تنفيذ هذا البرنامج من خلال التعاون مع مركز (وصفية للتدريب)، و نجح البرنامج في تخريج 28 سيدة بتكلفة عشرة آلاف دينار أردني. في برنامج آخر تشاركت الجمعية مع (مركز الفادي) وذلك لضمان تكاليف مخفضة للتدريب والتأهيل في قطاع السياحة والسفر.

تعاونت جمعيتنا مع الاتحاد الأوروبي على تنفيذ مشروع لتعزيز قدرات الحركة العمالية الأردنية من خلال الإرشاد القانوني وبناء القدرات المؤسسية. مشروع ضخم بلغت كلفته 159 ألف يورو! انضم إليه أكثر من 1000 من المتدربات والمتدربين من مراكز التدريب المهني، بالإضافة إلى 136 من المدربين المهنيين و 595 من النقابيين والقادة المدنيين.

للآلاف الذين تأثروا بالمحامي والناشط محمد عياش ملحم، كان يوم وفاته في 26 يونيو في عام 2015 يوماً حزيناً.
امتدت أسرة محمد ملحم لتضم الفقراء والمحرومين والطبقة الدنيا الكادحة والجماهيرالتي لا صوت لها في مختلف أنحاء العالم العربي. فعلى مدى عقود، عمل محمد ملحم بصمت وبلا هوادة، واستغل صِلاته وعلاقاته الكثيرة مع المصرفيين وأصحاب النفوذ والسياسيين وغيرهم، من أجل مساعدة الإنسان العادي.
فكان أينما ذهب، يقوم بتطبيق علمه وخبرته القانونية لتغيير حياة الناس إلى الأفضل. فكان يدعو إلى المساواة بين الجنسين، ويشجع العلم والتعليم، والحق في التنظيم وتأسيس النقابات، ويناصر حقوق العمال. لقد تحدى استشراء الظلم، وساعد في تنظيم المجتمعات لتصبح أقوى وأكثر فعالية في منطقة الشرق الأوسط، كإسهاماته في المملكة العربية السعودية وفي الكويت وفي الأردن وفلسطين. إن المديح الذي كان يأتي من مختلف أنحاء الشرق الأوسط في ظهره بعد وفاته، والعديد من الأصوات الصادقة التي كانت تمجده، لهي أصدق شهادة على الإرث الكبير الذي خلّفه محمد عيّاش ملحم.